التقنية ليست ديانة لنتمسك بها وندافع عنها
اعترف اني متعصب لشركة أبل وما زلت ولكن كما ذكرت في إسم الموضوع أن التقنية ليست ديانة حتى نتمسك بها و ندافع عنها بشراسة ، يمكننا أن نصبأ من وقت لآخر دون أي مشكلة أو ذنب ، اذا كنت على مذهب الويندوز ما المشكلة لو حولت الى الماك او لو كنت مستخدم الآيفون ما المشكلة لو حولت الى الأندرويد ؟ وهكذا ..
سابقا كانت شركة أبل تنفرد في الساحة والمنافسين لها قلة او ان صح التعبير لا يوجد من يملك القدرة على منافسة أبل لما تقدمه من شيء مميز للمستخدم من أجهزة و هاردوير رائع ، الوضع أختلف الآن كثيرا ! فعدد الشركات وماتقدمه للمستخدم من أجهزة و سوفتوير ممتاز جدا ، أصبح لدى المستخدم الآن العديد من الخيارات المناسبة لعمله ، إنتظر قليلا فقط و ستشاهد الشركات الصينية قادمة بقوة و ستزيح غالبية الشركات من أمامها ، تبقى أبل متميزة لأنها تملك نظامها الخاص و اجهزتها الخاصة على عكس الشركات الأخرى التي تصنع الهاردوير وتستخدم سوفتوير الآخرين
لطالما الشركات التقنية تقدم لنا المنافسة فيما بينها من خلال ما تطرحه في السوق فهذا يصب في صالحنا ، لماذا التعصب تجاه شركة أو جهاز عن الآخر ؟ ما العيب من الإعتراف بتفوق الشركة الآخرى على شركتك المحببة ؟ هل تملك أسهم في هذا الشركة أو تلك وتخشى الخسارة ؟ إذا أجبت على هذي الأسألة بينك وبين نفسك بشكل منطقي ستجد أنك كنت تضع نفسك في زاوية مع شركتك المحببة وكأنها ديانة تعتنقها وتخشى أن يقام عليك الحد لو تركتها
دائما إشتر و أستخدم ما تريده أنت وليس ما يطلبه المشاهدون ، بالنهاية أنت من سيدفع المال و يستخدم الجهاز .. صحيح ؟ لماذا تجبرك نفسك على شراء منتج أنت تعلم جيدا أنك لن تستخدمه بكامل قوته ، على سبيل المثال انت شخص لا تبالي إطلاقا بكامرة الهاتف الذكي وكل همك أن يكون الهاتف ذو بطارية ممتازة ، إذا لماذا إشتريت هاتف تُسوق له الشركة على انه الأفضل في التصوير ؟
أكبر مشكلة تواجه الإنسان هي التغير و البدأ من جديد ، أتفق معك في هذا فقد تكون متعود على النظام الذي تستخدمه في الوقت الحالي ، ولكن ضع في عين الإعتبار أنك قد تكون فوت أمور كثيرة لو جربت نظام منافس و مغاير لما تستخدمه ، بل ربما ستبدع أكثر لو حولت الى نظام آخر ، فالأفضل ان تبدأ بتجربة نظام منافس من خلال جهاز صديق او شراء جهاز مستخدم بسعر قليل قبل التحول المباشر إن كنت متخوف
مع الأسف الشديد في بلداننا العربية بشكل عام و الخليج بشكل خاص توجد إتفاقيات بين الوزارات و شركة مايكروسوفت ( عقود تنفيع ) إن صح تسميتها و طويلة الأمد تمتد في بعضها الى عشر سنوات و بأسعار فلكية ، بموجب هذي العقود تلتزم الوزارات في بلداننا على إستخدام الويندوز في كل الأجهزة ، قد يكون هذا أحد أكبر الأسباب التي أجبرتنا في المنطقة على التمسك في الويندوز و عدم تجربة نظام مغاير مثل الماك او حتى اللينوكس وهو نظام المفتوح المصدر و المجاني !!
في الغالب من يدير أمورنا في أوطاننا ليس من ذو الإختصاص ، هذا غير أنهم ذو أعمار متقدمة و متخلفين تقنيا ولذلك غالبيتهم يتبعوا المثل المشهور ( أعطي الخبز خبازه ولو أكل نصه ) وهذا ما حصل من إجبار جميع طلبة مدارسنا على إستخدام الويندوز فقط في المدرسة ويجبروهم على إستخدام برامج خاصة بعقود التنفيع من مايكروسوفت ! في المقابل في الدول المتقدمة لا يهم ماهو النظام المستخدم طالما انه يؤدي المهمة المطلوبة ، فيستطيع طالب ما احضار جهاز ماك و طالب أخر بنظام ويندوز ويعملوا على مشروع واحد مثلا مستند Word او PDF
سبب تطرقي و وضع المثال السابق من عقود الإحتكار بين مايكروسوفت و الوزارات في بلداننا هو سبب جوهري لترسيخ مبدأ التعود و عدم التغير وكما ذكرت في عنوان الموضوع ، طبعا وبدون شك كل شيء يتغير ولكن تحتاج الوقت و الفرصة المناسبة و عقد تنفيع آخر مع الأسف
المحصلة النهائية والدعوة التي اود ان اوجهها كالآتي : لا تغلق نفسك على نظام او شركة ، جرب و تعلم و استفد من المطروح أمامك ، بعدها تستطيع أن تحدد المناسب لك و إن ظهر شيء جديد فإن التحول له ليست بنهاية العالم خصوصا إن كان سيلبي إحتياجك
شكرا جزيلا لكم حقا انتم ناصحون