كان اقصى هم آبائنا و أمهاتنا قديما أن لا نقع من الدراجة في الشارع أو أن لا نُجرح عند لعب الكوره , و كانت تصلنا تحذيرات من وقت لآخر من عدم مرافقة اصحاب السوء و غيرها من الأمور البديهية والتي تعتبر من فطرة الإنسان لحماية أبنائه من المخاطر ! الوضع الآن تغير 180 درجة و اصبحت التقنية والتي هي في متناول كل صغير قبل الكبير هي الهم الأكبر الذي نواجهه نحن آباء هذا الوقت
لا نستطيع بأي حال من الأحوال منع التقنية من الولوج لبيوتنا فقد اصبحت في حكم المستحيل التخلي عنها ! بل أنا من أشد المناصرين لها و أستخدامها في شتى مجالات حياتنا اليومية , ولكن بطبيعة الحال تتوفر برامج و خدمات كثيرة ( أجبر عليها ) الكثير و أصبح استخدامها لابد منه مع الأسف ! وهذا سبب موضوعي الذي أكتبه اليوم لما رأيت و سمعت بشكل يومي من مشاكل أبعدنا الله وياكم عنها
سناب شات و أنستغرام ليست للصغار
كم أتعجب عندما أشاهد ولد أو بنت في عمر صغير يستخدم هذين التطبيقين بمعرفة و مباركة من أبويه !! هذي البرامج تفتح باب لا نهاية له من المشاكل لدى ( الكبار ) فما بالك بمن هو في عمر صغير و يتوفر لديه برنامج يعطيه صلاحية المحادثات الخاصة و غيرها من الأمور التي أدع لمخيلتك التفكير بما يمكن أن يحدث من خلالها عند أضافة أشخاص لا نعرف عنهم شيْ و عن سلوكهم الحقيقي !
نعم أعرف أن كل برنامج أو خدمة يمكن أستخدامها بالطريقة الصحيحة و كذلك يمكن أستخدامها بطريقة سيئة و سيئة جدا ! عموما بالنسبة لي هذين البرنامجين لا يمكن بأي حال من الأحوال توفيرهما في أجهزة أبنائي , الثقة موجودة إن شاء الله و لكن البدائل متوفرة في حال أراد ابنائي التواصل مع أصدقائهم من خلال واتس أب او ( الإتصال هاتفيا ) !! فهل نسينا أن الهاتف النقال هو أصلا عمله الأتصال و التحدث من خلاله ؟ ولكن آفة العصر و برامج التواصل الإجتماعي فرضت علينا فرض و أصبح الذي لا يستخدم هذي البرامج رجعي و غير متطور ! لهذا السبب قلت في عنوان الموضوع أننا كآباء نجاهد أكثر من آبائنا في تربية الأبناء بما نستطيع و نرى أنه الأفضل لمصلحة أبنائنا
فعل القيود في جهاز أبنك
الكفار كما نسميهم عندما صنعوا الهواتف الذكية وفروا ميزة القيود في داخل النظام و هم يستخدموا هذي الميزة بشكل دائم لمنع أبنائهم من استخدام امور يعتقدوا انها مضرة في تربيتهم ! كم شخص منكم يستخدم القيود في أجهزة أبنائكم ؟ أم انك تخاف من ردة فعلهم أم أنك لست صاحب الأمر النهائي في البيت ؟
حتى اليوتيوب يوفر برنامج خاص للصغار لماذا ؟ فكر فيها قليلا لماذا تتوفر هذي الأمور في بلدان نصفها بالإنحلال و بأبشع الأوصاف ؟ و تأتي حضرة جنابك تفتح كل شيْ لأبنك و تجعله يشاهد ما يشاء و يغير بين الحسابات متى ما أراد و يحمل التطبيقات المشبوهة متى ما أراد و يمسحها متى ما أراد و كل ذلك يحصل بدون علمك !! ولكن إن فعلت القيود فأنه سيجبر على التعامل مع ما يتوفر له ( فقط ) فكل شيء ذكرته يمكن التحكم به و عندها تستطيع أن تطمئن عند أعطاء الجهاز لأبنك بما وفرته أنت من صلاحيات ولا غيرها
هل سألت نفسك لماذا يتوفر برنامج Find My Friends بشكل أفتراضي ولا يمكن مسحه في اجهزة أبل ؟ هل تعرف فائدته ؟ شاهد هذا الموضوع , فكل هذي الأمور التي ذكرتها و المتوفرة لنا نحن الآباء وجب أستخدامها مع “عمر” أبنك لتساعدك على تربيته بما تعتقد أنه صحيح ! فهي بالنهاية أجتهادات نقوم بها و الصلاح أولا و أخيرا من رب العالمين بدون شك