كم انت ضعيف ايها الإنسان ، واصعب مرحلة تصل لها بنظري عندما تسقط من عيون الناس الي حواليك ، والأدهى من ذلك عندما تضع نفسك في موقف لا تستصغره الا بعدما يتم كشفه من قبل الي حواليك !! والخيانة امرها كبير وتدمر بيوت ،، هذي قصتي مع تلفون خدامتي .
الوقت 12 الظهر والمكان مطبخ بيتي !!
كالعادة اكون دائما متواجد في الدوانية ، وشعرت بالملل من النت ومشاهدة التلفزيون فقلت لماذا لا اذهب الي البيت لألعب مع اولادي ، واثناء اقترابي من المطبخ سمعت صوت خدامتي القديمة والتي تعدت 6 سنوات تعمل عندي ، تتكلم مع احد في المطبخ بلغتها الهندية ، فوقفت لأتأكد مع من تتكلم ؟ هل مع الخدامة الأخرى ؟ ولكن صوت الكلام او المحادثة يظهر فقط من جهة خدامتي وبدون رد من الطرف الآخر .
عرفت وقتها انها تتكلم بالتلفون ، فقمت ( أكلم نفسي ) وأحمد الله على العقل والتفكير السليم الذي منحني اياه ، فبدأت اسأل نفسي أسألة من ضمنها ، هل اضربها ؟ طبعا حرام ولم اعملها ولا مرة بحياتي مع جميع الخدم الي عملوا عندي ، حقيقة لا اعرف ماذا افعل !!
دخلت عليها بالمطبخ ووالله انها تمنت ان لا تكون بهذا الموقف عندما شاهدتني ادخل وانا اعرف انها تتحدث بالتلفون ، فصمتت فجأة واغلقت التلفون بهدوء ونزلت رأسها دلالة على الموقف الذي لا تحسد عليه .
انا سأقول لكم ماذا حست وقتها وسأضع نفسي مكانها لكي تصبح هذي القصة عبرة لمن تسول له نفسه في ( خيانة ) من حواليه
فكرت بجميع اللحظات الطويلة التي قضتها معنا في البيت والتي ستنهار وتذهب بلحظة بسبب هذا التلفون الملعون ، فكرت واحست واقتنعت بالكلام الجارح الذي ستأتيها من الشخص الذي كان يعتبرها محل للثقة ، فكرت بالضياع والبهدلة والعودة مكسورة الجناح الي بيتها ( بفضيحة ) الخيانة واللعب في الخفاء ، فكرت وفكرت ،،،
انا من جديد ،،، قلت لها لمن هذا التلفون ؟ سكتت !
انا من جديد ،،، بصوت منخفض وبدون صراخ لمن هذا التلفون ومع من تتكلمين ؟
قامت بذرف دمعة تدل على الضعف الشديد بسبب هذا الموقف ، فقالت : هذا التلفون احضره لي اخوي في اليوم الفلاني عندما زارني وانتم موجودون وتعلمون بزيارته لي امامكم ، ويمكنك التأكد من الأرقام الواردة والصادرة ( وهي تقولها بثقة ) وانني لست ممن يتحدث مع الطرف الآخر واللعب بالخفاء !! كما تتصور .
حقيقة صدقتها لأني اعرفها جيدا ، ولكن الموقف هذا فيه خيانة ، الموقف هذا لا يمكن ان يمر مرور الكرام ، الموقف هذا لا بد من اتخاذ القرار تجاهه ، ولكني متأكد من خدامتي فهي 24 ساعة امام اعيننا ولا تخرج من البيت الا الي الحوش او المطبخ واعرف تماما انها لا يمكن ان تكون فعلت شيء محرم لا سمح الله ، ولكن ماذا افعل ؟ علي ان اتخذ قرار !!
احمد الله انه الوقت كان ظهرا في رمضان ، وزوجتي والاولاد نائمون حتى لا تكبر السالفة وأصل الى قرار خاطئ ، فأخذتها الى الدوانية بحجة تنظيف الدوانية ، وقد بدأت اعاتبها واذكرها بالمساعدات التي تحظى بها والأشياء التي تطلبها فنجلبها لها ، ولله الحمد هذي ليست منة ولكن فقط عتاب وتذكير .
عموما قمت بالتأكد فعلا من الأرقام ومحادثة اخوها وتأكد لي من ان التلفون فقط لتكلم اخوتها واخواتها متى ماسنحت لها الفرصة ، وعللت سبب امتلاكها للتلفون بأني وزوجتي نرفض فكرة امتلاك الخدم للتلفونات ، فقلت لها هل تريدين الإحتفاظ بالتلفون ؟ فأطلبيه بشكل رسمي من ربة البيت ، فقالت لا لا حاجة لي فيه وارجوك ان لا تخبر ربة البيت بالموضوع حتى لا تكرهني .
قمت بكسر الشريحة كما في الصورة وقلت لها سأبيع التلفون واحضر لكي الفلوس ،،،، انتهت القصة وسأروي لكم سبب كتابتي لها .
لم ادقق لكم على الأحداث الإنسانية التي حصلت ، ولم اروي لكم الشعور المحبط الذي بدت عليه الخدامة ،،
حبل الكذب قصير !! والخيانة تدمر وتخرب بيوت !!
رسالتي هذي اوجهها لمن تسول له نفسه بالخيانة ، وخصوصا خيانة من يحبك ويحترمك ، لا تضع نفسك في زاوية الكذب فتكتشف ويستصغرك الناس ، الآن انا اعتقد والله اعلم ان الخدامة ممكن بأي لحظة تطلب المغادرة من البيت بسبب هذا الموقف الذي استصغرت نفسها فيه بسبب التلفون .
فمابالكم بأسرة تتفكك ويضيع فيها الأولاد بسبب الخيانة ؟ والكذب واللعب في الخفاء .
الله يستر على كل من يقرأ هذا الموضوع ، ويهدي من يلعب في الخفاء للعودة الى الطريق الصحيح .